فزع في الرياض خشية من غضب بايدن .

فزع في الرياض خشية من غضب بايدن .

  • فزع في الرياض خشية من غضب بايدن .

اخرى قبل 2 سنة

فزع في الرياض خشية من غضب بايدن .

بقلم / بسام أبو شريف

عندما اتخذت أوبك بلص قرارها بخفض انتاج النفط صفق الكثيرون .

وظن البعض ان ذلك القرار هو نتيجة لموقف اتخذه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لاثبات انه قادر على اتخاذ قرارات مستقلة عن واشنطن .

وصفق البعض وكتب لا نفط بدون نقد مقابل ذلك .

وكتب آخرون لا نفط مجاني لواشنطن .

وتمنى البعض ان يكون الامر هكذا ولا انكر انني من بين هؤلاء الذين تمنوا ان تقف السعودية موقفا مشرفا من نفسها أولا ومن شعبها ثانيا واثبات انها ليست راكعة كل الركوع لواشنطن لكن الحقيقة دائما تطفو وتظهر وتبان فقد عبرت واشنطن بوضوح ودون خجل عن غضبها العارم على القرار الذي اتخذه ولي العهد محمد بن سلمان .

وهنا لا بد من الإشارة الى ان واشنطن لم تشر بان القرار قد اتخذ من الرياض بل أصرت بان القرار قد اتخذ من ولي العهد محمد بن سلمان ، هذا التركيز الاولي والمباشر أي ان غضب واشنطن انصب على محمد بن سلمان له اهداف خبيثة جدا فواشنطن لعبت مباشرة بالورقة القوية ورقة الاعتراف بمحمد بن سلمان حاكما شرعيا للسعودية وهو المتهم حتى هذه اللحظة وامام محاكم أميركية بانه هو الذي امر بقتل عدنان خاشقجي أي المواطن السعودي الأميركي والصحفي الذي كان يعبر عن حقوق الانسان وضراوة الوحشية التي يتعامل بها النظام السعودي مع المجتمع السعودي وانفتاح هذا المجتمع وحرية التعبير فيه وحرية الكلمة وشاهد الجميع في الأفق غبارا يتصاعد ...

غبار عاصفة قوية تعصف بالعلاقات الأميركية السعودية ...

هذه العاصفة ليست عاصفة متساوية في جانبيها بل هي عاصفة غضب أمريكية على نظام تعتبره هي أي الإدارة الامريكية صنيعها وتعتبره اكثر من ذلك تعتبره كما قال ترامب لا يستقم ولا يستمر في الحياة اكثر من أسبوعين اذا رفعت الولايات المتحدة حمايتها لهذا النظام .

وغضب تلك العاصفة استند الى 23 قاعدة عسكرية أميركية في السعودية تحتوي ربما على أسلحة لا تحتويها أي قاعدة أمريكية موجودة لدى دول الناتو اذ ان الولايات المتحدة تعتبر مخزون النفط والغاز في الجزيرة العربية والخليج ملكا لها وانها بوجودها العسكري المتفوق في تلك المنطقة انما تحمي مصالحها واملاكها وليس أملاك العائلة السعودية او أملاك العائلات التي تحكم امارات الخليج .

ودب الفزع في الرياض وراحت الجهات التي كلفت في المؤسسة السعودية في التصريح للتخفيف من تلك العاصفة الغاضبة راحت تدلي بتصريحات تحاول فيها ان تخفف من التوتر أولا وان تخفف من غضب واشنطن ثانيا وان تبدي بكل وضوح انها تدين بالولاء لواشنطن ولا احد غير واشنطن .

من ناحيتها واشنطن بدأت كما قال سوليفان بالرد على السعودية بعد قرار أوبك بلص تدريجيا وقاد الحملة وما زال يقودها بايدن شخصيا .

لقد اعلن سولفلن مسئول الامن القومي في الإدارة الامريكية ان الرد على السعودية هو رد سيقوده بايدن بنفسه وعبر منهجه هو وترتيباته هو وقراراته هو .

وبدأ الهجوم الأميركي يتصاعد وكان اول تعليق حول قرار الاولك بلص هو ان ذلك يعني ان السعودية اتخذت قرارا بهذا الخفض بالإنتاج الذي قررته أوبك لم يتعامل البيت الأبيض مع قرار الأوبك بلص على انه قرار أوبك بلص بل تعامل معه على انه قرار السعودية فقط ...

واتبع البيت الأبيض أي بايدن ذلك بتصريح اتهم فيه بايدن السعودية بدعم جهود موسكو أي دعم حرب روسيا على اكرانيا وهذا يعني ضرب خنجر للولايات المتحدة في خاصرتها وضرب خنجر للناتو في ظهره .

وسارع الأمين العام للاوبك بلص بالقول ان قرار الأوبك بلص جاء بقرار اجماعي بالاجماع وليس بتصويت السعودية فقط وان هذا القرار قرار اقتصادي بحت للمحافظة على أسواق النفط واستقرارها ولا علاقة له بالمواقف السياسية ...

لكن هذا لم يرض واشنطن ابدا فواشنطن تريد المال ولا تريد الكلام ...

واشنطن تريد ان يعود النفط وان تشتري النفط بالأسعار التي تقررها هي أي الولايات المتحدة وليس الأسعار التي يقررها منتجوا النفط ومصدروه ...

ما الذي اغضب واشنطن حقيقة !!

الذي اغضب واشنطن هو التالي :

بعد زيارة بايدن للسعودية كان يراهن كما راهن على موضوع الغاز يراهن على جني أموال طائلة من كل العالم خاصة من حلفاء واشنطن الاقرباء فقد عمل على اتخاذ قرارات من حلفائه في أوروبا لعدم استيراد الغاز من روسيا وكان الهدف المعلن ضرب الاقتصاد الروسي لكن الهدف الحقيقي كان هو استبدال مصادر أوروبا للغاز بدلا من روسيا ان تصبح الولايات المتحدة هي المصدر للغاز الى الدول الأوروبية ...

وكيف ... وكيف يجني بايدن الأرباح !

يمنع بايدن حلفائه من شراء الغاز الروسي الذي تقرر أسعاره بالسوق حسب العرض والطلب فاذا استمرت روسيا بضخ الغاز بنفس الوتيرة ونفس الكمية ستبقى أسواق الغاز مستقرة وستبقى أسعار الغاز ضمن متناول يد الأوروبيين كما كانت دائما لكن في ظل قرارات المقاطعة وفرض العقوبات على روسيا ومنع استيراد الغاز اختل ميزان السوق وضربت الفوضى ذلك السوق وأصبحت الدول تلهث وراء مصادر غاز مختلفة لتعوض عن ذلك الذي اوقفته من السيول التي كانت تاتي من روسيا سيل من الشمال وسيل من الوسط وسيل مباشر وسيل غير مباشر كل هذه السيول توقفت باستثناء نسبة بسيطة ما زالت سارية المفعول تمد المانيا بجزء من الغاز الذي تحتاجه .

وفوجىء الأوروبيون بان الغاز البديل الذي عرضته الولايات المتحدة يباع لها من قبل زعيمة التحالف واشنطن بأربعة اضعاف سعره من الذي يجنى من التجار الأمريكيين والصناعيين الأمريكيين ...

اصبح واضحا لكل الزعماء الأوروبيين ان واشنطن تنهب أوروبا نهبا علنيا باجبارها على استيراد الغاز الأميركي بدلا من الروسي وباسعار هي أربعة اضعاف أسعار السوق الامريكية وعندما اشتكت دول أوروبية حول بايدن الأهداف الى تحديد سعر للغاز الروسي وربط ذلك بمقاطعة الدول الأوروبية للنفط الروسي ثم ربط ذلك بتحديد سقف للنفط الروسي وماذا يعني ذلك يعني ان الولايات المتحدة فرضت على بعض الدول التابعة لها والتي تتحكم بقراراتها كدول الخليج والجزيرة بإنتاج النفط وبيعه للولايات المتحدة بأسعار رمزية بحيث تتمكن هي أي الولايات المتحدة من ببيع هذه الكميات الضخمة لحلفائها في أوروبا بالاسعار التي تريدها هي والتي يقررها السوق على ضوء ذلك وبذلك تجني الولايات المتحدة الأرباح الطائلة من النفط أيضا اما فيما يتعلق بوضع سقف لاسعار الغاز فهذا يعني ان روسيا لا تستطيع ان تنافس لان أسعار الغاز التي سيفرض على سعرها سقف معين لا تفي بما تتطلب روسيا من ثمن لغازها الذي تصدره ولذلك توقع بايدن ان تمتنع روسيا عن بيع غازها ونفطها للدول التي تضع سقفا لاسعار الغاز والنفط الروسي وهذا ماتم اذ أعلنت روسيا انها لن تبيع النفط ولا الغاز للدول التي تلتزم بوضع سقف للأسعار ولا تتبع النظام القائم سابقا وعالميا وهو ان السعر يقرر في السوق بين العرض والطلب هذا هو مخطط بايدن وستظر الأيام ان له مخطط آخر يتعلق بالقمح والذرة والمنتوجات الزراعية والمنتوجات الغذائية فقد هيآ الشركات الامريكية والمؤسسلت الامريكية لنهب الدول الأوروبية مرة أخرى من خلال انتاجها لهذه المواد ومنع روسيا من تصدير مئة مليون طن من الحبوب والغذ اء لدول العالم خاصة تلك الدول الفقيرة التي تعاني من تراكم الديون وفوائدها ولا تستطيع ان تشتري بالأسعار التي تفرضها واشنطن ، لقد سحل اتفاق تركيا انقرة تصدير كميات ضخمة من الحبوب الاكرانية ذهب معظمها للدول الأوروبية ودغعت ثمنها غاليا كنوع من المساعدة لاكرانيا ولم تذهب للدول الفقيرة حتى الآن الا نسبة تقل عن الخمسة بالمئة من تلك الصادرات بينما تعاني موسكو من تعقيدات فرضت على تصدير حبوبها كما نص على ذلك اتفاق انقرة مما جعل روسيا بالانسحاب من ذلك الاتفاق ولقد عرضت روسيا بكل وضوح ان تصدر المواد السمادية السماد الذي تحتاجه الدول الفقيرة الى تلك الدول مجانا كهدية من موسكو الا ان التعقيدات الامريكية والعقوبات منعت من تنفيذ ذلك رغم انه مجاني للدول الفقيرة .

ونعود للرياض هذه هي الخلفية لانها تشكل استراتيجية بايدن لجني أرباح طائلة تعوض عن كل ما دفعه في الحرب الاكراتية وعن كل ما استهلكه من احتياطيات نفطية وغازية أمريكية جاء قرار أوبك بلص ليشكل ضربة لمخطط بايدن هذا فمصدر من المصادر الهامة للنفط الرخيص هو آبار السعودية ولقد خطط بايدن عبر لقائه الذي تم في الرياض والوعود التي قطعت له خطط لاستيراد كل ما تنتجه السعودية من نفط بسعر زهيد تعوض عن المخزون الاستراتيجي الضائع ويبيع لاوروبا نفطا بالأسعار التي يريدها هو أي الأسعار العالية جدا والتي هي في حقيقة الامر نهب للمواطن الأوروبي وتضييق الخناق على حكومات أوروبا حليفاته المقربة ...

وازداد الفزع في الرياض واصبح واضحا بعد اعلان سوليفان بان الرئيس بايدن لا يخطط لعقد لقاء مع ولي العهد محمد بن سلمان خلال مؤتمر دول العشرين الذي سيعقد في الشهر القادم لقد اتى هذا الموقف في الوقت الذي بدأت أوروبا تشعر فيه سواء على صعيد الحكومات الحاكمة والتي تنتمي لنادي الركوع امام بايدن او الشعوب التي تعارض هذا الركوع وتعارض بذل كل تلك المصاريف سلاحا ودعما ماليا لاكرانيا وتقف موقفا حازما ضد الحرب ...

ليس الثأر هو ما يريده بايدن بل تركيع السعودية مرة أخرى واجبارها على بيع النفط الذي تنتجه بالسعر الذي يريده هو وليس بالسعر الذي يقرره السوق ...

وهذا ما زاد الفزع في الرياض ولذلك راينا ان الملك سلمان الذي كان صامتا لفترة طويلة برز الى السطح مرة أخرى ليدلي بتصريحه الشهير وهو :

أولا تأكيده على ان السعودية تستثمر أموالا طائلة ... طائلة جدا ... لتنفيذ برنامجها للتنمية وتطوير السعودية حتى العام 2030 .

ماذا يعني هذا هذا كلام موجه لبايدن الملك سلمان يقول لبايدن اننا اعطينا الولايات المتحدة هذه الأموال الضخمة من خلال إعطائها كل التعهدات لتنفيذ خطة التنمية والتطوير السعودية لشركاتها هي وليس لشركات أخرى اذ لم ينزل أي عطاء من عطاءات هذه الخطة خارج اطار تريده الولايات المتحدة ... بكلام آخر الملك سلمان كان يقول للرئيس بايدن لقد اعطيناك مجانا كل تلك الآلاف من الملايين من الدولارات كهدية لك او كثمن لتحالفنا فكيف تقول اننا ضربناك في ظهرك بقرار لم نتخذه نحن بل اتخذته بالاجماع دول أوبك بلص .

والا لماذا بدأ الملك سلمان خطابه بالتركيز على خطة التنمية هذه التي تنتهي في العام 2030 .

( وللمهتمين ارجو ان يراجعوا تلك الخطة وما اعلن عنها وكمية المال التي ستستثمر بها ) .

وانتقل بعد ذلك الملك سلمان للحديث حول ايران ومطالبتها علنا بالإسراع بالوفاء علنا بالتزاماتها في الاتفاق النووي وبضرورة تعاونها الوثيق مع من مع اللجنة الدولية للطلقة الذرية التي يرأسها ويتحكم بها عميل صهيوني معروف لا يأخذ أوامر الا من إسرائيل .

كان الملك سلمان يقول لبايدن نحن نسير على هدى موقفك فيما يتعلق بالاتفاق النووي ونقف الى جانبك ونضغط على ايران كما تضغط انت ثم ليذكر بايدن بان ما يدور في ايران الآن من محاولات للضغط عبر تحريك عملاء في الشارع يشيعون الفوضى ويحرقون الممتلكات العامة ويحاولون تنفيذ اغتيالات وحرائق لاظهار ان هنالك معارضة شعبية كبيرة كل هذا يتم ليس بعيدا عن تمويل السعودية والولايات المتحدة .

والملك سلمان يذكر بايدن عندما يقول هذا الكلام في البند الثاني من تصريحه يذكر بايدن ان ما يجري في ايران هو من صنع الدولتين او أجهزة المخابرات في الولايات المتحدة وأجهزة المخابرات السعودية .

بكلام آخر يقول الملك سلمان لبايدن لسنا نحن الذين نضربك خنجرا في الظهر نحن معك هنا وفي ايران وفي اكرانيا من ناحية أخرى علينا ان نقول ان الملك سلمان في بنده الثالث من التصريح أشار إشارة مهمة لليمن اذ انه حاول اطهار الامر وكانه متعلق بنشاط الأمم المتحدة انما الحقيقة هي ان الرسالة كانت موجهة لبايدن أيضا فقد قال اننا مع تمديد الهدنة تحت رعاية الأمم المتحدة ومع دعم الجهود كي نتوصل الى سلام شامل .

كرر بذلك الملك سلمان ما قاله بايدن وبذهنه ان كلام بايدن ليس ما يظهره بل ما يبطنه وما تحدث به في الرياض حول مضمون ذلك السلام الذي ثبت بايدن ان شرط من شروطه هو ان تستغل الولايات المتحدة كل مخزون النفط والغاز اليمني تحت اشرافها مباشرة وليس تحت اشراف السعودية والامارات .

وجدير بالذكر هنا ان الملك سلمان لم يطلق تصريحه هذا الا بعد ان اعلن وطنطنت أجهزة الاعلام ان المملكة قررت وهب زلنسكي 400 مليون دولار مساعدة إقتصادية بعد ان اجرى ولي العهد محمد بن سلمان مكالمة هاتفية طويلة مع زلنسكي بلغه فيها دعم السعودية بكل اشكال الدعم اكرانيا لتنتصر على روسيا وبذهن ولي العهد ان يقوم زلنسكي بإبلاغ بايدن هذه الرسالة أي ان ولي العهد اعلن له تاييد اكرانيا وتمني السعودية بان تنتصر اكرانيا على روسيا لقد حاول ولي العهد بذكاءه  المتواضع والمحدود ان يستخدم زلنسكي الصهيوني العتيق الذي خلع انيابا في التآمر على روسيا الاتحادية والتآمر على الشعب الفلسطيني وعلى كل الشعوب الحرة وعلى الشعوب الأوروبية حاول ولي العهد ان يستخدمه كاداة لدى بايدن في الوقت الذي كان زلنسكي على يقين انه يستخدم ولي العهد لابتزازه اكثر .

400 مليون دولار مساعدات لزلنسكي ووكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين بحاجة لسد عجزها بمبلغ ستين او سبعين مليون دولار ترفض السعودية دفعها .

هذه هي حقيقة المعركة وهكذا ستدار وهذه نتائجها خنوع وركوع مرة أخرى للسيد الأمريكي ونهب متزايد لثروات الامة العربية التي تتحكم بها شلة ممن وظفهم الاستعمار ليكونوا ليخونوا امتهم ويسمحوا للامبرياليين بان ينهبوا ثروات الامة قياما قعودا .

٠ تعليق

التعليقات على خبر: فزع في الرياض خشية من غضب بايدن .

حمل التطبيق الأن